العقيدة لغة: (من العقد، وهو الربط والشدّ بقوة، منه الإحكام والإبرام، والتماسك والرصانة والإثبات والتوثق) .
العقيدة في الاصطلاح: كلمة العقيدة لم تكن موجودة في الكتاب والسنة، ولا في أمهات المعاجم، وإن أول من تم الوقوف على ذكره لجمعها (عقائد) هو القشري سنه 437 هـ في كتابه (الرسالة)، وهي كلمة مولدة لم تكن في الصدر الأول وقد عرّفها الدكتور ناصر العقل فقال: (الإيمان الجازم بالله وما يجب له في ألوهيّته وربوبيّته وأسمائه وصفاته، والإيمان بملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، والقدر خيره، وشره، وبكل ما جاءت به النصوص الصحيحة في أصول الدين وأمور الغيب وأخباره، وما أجمع عليه السلف الصالح والتسليم لله تعالى في الحكم والأمر والقدر والشرع ولرسوله صلى الله عليه وسلم، وبالطاعة والتحكيم والاتباع) يشمل التوحيد، الإيمان، والإسلام، والغييبات، والنبوات، والقدر، والأخبار، وأصول الأحكام القطعيّة، وسائر أصول الدين، والاعتقاد، ويتبعه الردّ على أهل الأهواء والبدع وسائر الملل والنحل والمذاهب الضّالة، والموقف منهم ومن مسمّيات هذا العلم، العقيدة، التوحيد، والسنة، وأصول الدين.
والعقيدة في الإسلام تقابل الشريعة؛ إذ الإسلام عقيدة وشريعة تعني التكاليف العملية التي جاءت في القرآن والسنة النبوية في العبادات والمعاملات، والعقيدة هي أمور علميّة يجب على المسلم أن يؤمن بها؛ لأن الله أخبرنا بها بطريق كتابه، أو بطريق وحيه إلى رسوله -صلى الله عليه وسلم- وأصول العقائد التي أمرنا الله باعتقادها هي التي حددها الرسول – صلى الله عليه وسلم – في حديث جبريل المشهور بقوله : ( الإيمان: أن تؤمن بالله، وملائكته وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره من الله تعالى) ، فالعقيدة في ديننا هي التي تدور حول قضايا معينة، هي التي أخبرنا بها الله ورسوله، وليست اعتقاد أي شيء وحتى تصبح هذه عقيدة لابد أن تصدق بها تصديقاً جازماً لا ريب فيه. فإن كان فيها ريب أو شك كانت ظناً لا عقيدة ، والدليل على ذلك قوله تعالى: (إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا...) ،وقوله تعالى : (ألم ذلك الكتاب لاريب فيه) وقال ( ...إنك جامع الناس ليوم لا ريب فيه... ) ، وذم المشركين المرتابين (... وارتابت قلوبهم فهم في ريبهم يترددون).
والمسائل التي يجب اعتقادها أمور غيبية، ليست مشاهدة منظورة، وهي التي عناها الله بقوله عندما مدح المؤمنين (يؤمنون بالغيب) ، فالله غيب، وكذلك الملائكة واليوم الآخر، أما الكتب والرسل فقد يتبادر أنها تشاهد وتنظر، لكن المراد هو الإيمان يستبقها إلى الله أي كون الرسل مبعوثين من عند الله، وأن الكتب منزلة من عند الله ، وهذا أمر غيبي.
|