مواضيع أخرى
مقالات
يوم الخميس, 21 تشرين ثاني 2024
12-10-2003
إن واقع الأمة في الحقيقة واقع مرير ... وخاصة ما نعانيه في السنوات الأخيرة ... من مصائب كثيرة ، أشدها بعدنا عن الله سبحانه وتعالى إضافة إلى الانهيار الأخلاقي والقيمي ، والتخلف التكنولوجي والعلمي ... فما كانت نتائج هذه المصائب ؟ لقد جعلت العديد من الشباب يعاني من أمراض اجتماعية ... كالاكتئاب ، والإحباط ، واليأس ، وثقتنا بأنفسنا اهتزت ، وأصبح الغرب بالنسبة إلينا الوحي والإلهام ، نقلده في كل شيء ... من المشي حتى الأكل ... أصبحنا نشعر بضعف وإحباط .
فلنغير ما بأنفسنا ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ))الرعد:11) . قد تتساءلون : كيف يكون التغيير ؟ وما هو التغيير الذي ننشده إليه ... ؟ التغيير هو الانتقال من حال أفضل منه ... لنعود كسابق العهد ... أمتنا أعظم أمة في الأرض لو أن أمة غير الإسلام أصابها ما أصابنا لاختفت عن الوجود ... ولكننا ما زلنا هنا ، نعم نشعر بالضعف والاضطهاد ، ولكن الله سبحانه وتعالى يقول : ( ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أءمة ونجعلهم الوارثين * ونمكن لهم في الأرض ) ( القصص : 665) نعم يا رب ، نحن ضعفاء ... إن الله يريد أن يرفع هؤلاء الضعفاء ، فما بالكم لو كان هؤلاء الضعفاء أعظم أمة في الأرض ؟ أحبتي الكرام ... إن غايتنا أن تعود الأمة خير أمة في التاريخ ، لماذا ؟؟ وهل هذا من باب الاستكبار على شعوب الأرض ؟ لا والله أبداً ! أصلاً هذه الأرض قادها الإسلام 1300 سنة أو أكثر ، وكانت الأرض هانئة ...والحياة عليها أفضل بكثير من الحالة التي نعيشها الآن ... والنتيجة أن الأديان كلها لم تر حرية واستقراراً مثل ما رأت في تلك الفترة ، بالطبع كان هناك بعض الأخطاء ... وبالرغم من ذلك كانت أسعد فترة في حياة الأمة ... هيا ... لنتحد ولننهض بالأمة من جديد ... لتعود كسابق عهدها ... ولنغير ما بأنفسنا لعل الله ينصرنا ويغير حالنا ... بكل بساطة ... القانون : ( حتى يغيروا ما بأنفسهم ) أخي الحبيب ما الذي نريده ؟ ما الذي نتمناه ؟ نتمنى أن يستعيد الإسلام مكانته في الأمم ... وتعود هذه الأمة لتقود الأرض ... هل لتتجبر على الأرض ؟ لا والله ، إنما لسعادة البشرية ... وهذا ما يريده الله من هذه الأمة ... ولكن هل من الممكن أن يحصل هذا ؟ نعم ، والله ممكن، وبالتأكيد ستتعجب ، وتقول : في هذه الأحوال !! وفي هذا الإحباط !! ومن أين لك هذه الثقة ؟ متأكد لأنه لدي الدليل أو القانون ... سيقولون : إن الناس منذ زمن طويل لم يجدوا الحل ! ولم يستطيعوا أن يغيروا شيئاً ! نعم ، يمكن أن يحصل ... لو عمل بشيء وحيد ... سيقولون : نحن أمة غافلة عن موقعها بين الأمم منذ مائة سنة ، وتقول لنا : شيىء وحيد ؟ نعم شيىء واحد ، والله العظيم ، علينا أن نقتنع به ، ويكون في صدر الأمة قناعة متناهية وإرادة لتنفيذ هذا العمل ، شيء واحد نقتنع به وننفذه ( حتى يغيروا ما بأنفسهم ) إنها آية قرآنية ! إنه قانون التغيير ، إنه الأمل ... بل الحل الوحيد للخروج من المحنة التي مضى عليها قرن من الزمان ... ما هو الدليل ؟ إن الله عندما خلق هذا الكون جعل له قوانين تحكمه ، وهي موجودة ما دامت الأرض باقية . فما هي هذه القوانين ؟ وفي أي شيء هي ؟؟ إنها قوانين في كل شيء في الطبيعة ... في السلوك البشري ... في الأرض ... وإذا أردنا أن نقود هذه الأرض علينا أن نستعمل هذه القوانين ... لأنها أصل من أصول الحياة عليها . أخي الحبيب ... لو أن أحداً أراد أن يصعد فوق قمة جبل وأراد أن يطير ، يقولون له : هنالك قانون الجاذبية ... ستقع وتتكسر ... يأتي المريض إلى الطبيب فيصف له الدواء ، ويقول له : خذ هذا الدواء وستتحسن بعد ثلاثة أسابيع ، فهل الطبيب شخص خارق للعادة ؟ طبعاً لا ، لكن الطبيب يعرف قوانين الطب ... وهناك أيضاً قانون السلوك الاجتماعية ... من يأخذ به يقود ... فما هو هذا القانون ؟ إنه ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) نتغير ... نقود غداً ... أيها القارىء الحبيب ... فلنتغير ، وسترى أن الله سبحانه سيغير لنا وجه الأرض ... نحن نقول كل يوم : لم حالنا بهذا الشكل ؟ ولماذا لا ننتصر ؟ أحبائي ، لن ننتصر لأن هناك قانوناً مثل قانون الجاذبية غائب من حياتنا ، فما لم نستخدمه لن ننتصر وسنتكسر كما هي الأمة الآن ، فما إن نستخدم هذا القانون حتى يغير الله تعالى بنا الأرض وما عليها ، فالقوانين أسباب نتعامل معها فنحصل على نتائج ... فهل فهمت هذا المعنى ؟ إن هذا القانون ليس شعاراً من شعارات أهل الأرض ، إنه آية قرآنية : ( حتى يغيروا ما بأنفسهم )... |