قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن هذا القرآن طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم فتمسكوا به فإنكم لن تضلوا بعده أبداً)). صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
إن رسول صلى الله عليه وسلم يدعونا إلى هذه المأدبة الشهية ، أعظم وأجمل وخير مأدبة أعدها الله عز وجل لعباده.
هذه المأدبة هي حبل النجاة ، طرفه بيد الله ، وطرفه بأيدينا ، فمن تمسك به ، واستمسك بأوامره ونواهيه ، صعد إلى عليين ، ومن تركه هوى إلى سِجين .
من اعتصم به نجا من عذاب أليم وفاز بنعيم مقيم ومن جعله وراء ظهره هلك في دركات الجحيم .
وجوه الإعجاز :
اختلف العلماء في وجوه إعجاز القرآن الكريم ، ورأى كل واحد منهم هذا الإعجاز من زاوية غير التي نظر منها سواه.
علماء اللغة قالوا : الإعجاز في ألفاظ القرآن وتواليها والنسق الذي نزلت به .
وقال علماء البلاغة والبيان: الإعجاز في المعاني .
وقال غيرهم: الإعجاز في هذا التناسق بين الألفاظ والمعاني الذي يعجز البشر أن يأتوا بمثله .
علماء النفس قالوا : إن إعجاز القرآن هو في تأثيره في النفس البشرية فلا يسمعه إنسان إلا أثار الخشوع في نفسه وجوارحه .
وقال علماء الطبيعة : إنما إعجاز القرآن فيما أخبر عنه من العلوم التي ما زال الناس والعلماء يبحثون فيها إلى يومنا هذا ، وكلما تقدمت علوم البشر وجدوا في آياته علوماً جديدة لم يكونوا قد عرفوها بعد .
الفقهاء قالوا : الإعجاز فقهي ، فهو يدبر أمور حياة الإنسان من الولادة إلى الموت .
وأدلى كل عالم بدلوه ، ورأى فيه وجهاً من وجوه الإعجاز ، وكل هذه الأنواع من الإعجاز ، بعض ما في القرآن الكريم من إعجاز ، فهو البحر المحيط الذي يصل سابح إلى أعماقه ، وكلما سبح في مياهه وظن أنه قد أبحر فيه مبتعداً إلى الأعماق ، وجد نفسه يسبح عند رمال الشاطىء ؛ لم يجاوزها إلا قليلاً .
هو كلام الله الذي ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ، فكلامه عز وجل لا تنقضي عجائبه ، ولا تنتهي جدته ، فكل جيل يرى فيه جديداً وكل عالم يرى فيه علماً ...