... هل تساءلت يوماً كيف أن بعض الناس يلهمون الآخرين ويظهرون أفضل ما فيهم ؟ .

قد يبدو لك ذلك من السهولة بمكان ، ولكن ما ينبغي الإشارة إليه هذه الميزة الاستثنائية في التأثير على الآخرين وإثارة الدوافع فيهم هي التي تقود هؤلاء الأشخاص إلى النجاح في كل ما يفعلونه ، لأن علاقاتنا الاجتماعية تتسم في أفضل العوالم بميزات أساسية أبرزها الاحترام الحقيقي وسهولة الاتصال وشدة التأثر  
بالآخرين ، ولسوء الحظ ليس ذلك واقع الأمر في معظم الحالات ، فبعض الأفراد يستمرون في الضغط على سواهم سائلين وطالبين ومزعجين ورافضين، ويحاول بعضنا أن يتفهم دوافعهم " السالبة " ويعرض عنهم ، ولكن الامتحان الأهم حين تقدم لهؤلاء التقبل على رغم ما بهم من علل، حين تظهر لهم أنك مختلف عنهم
 تماماً بميزات " الفضائل" والعقلانية .

عند كل شخص القدرة على التغيير ، ويفترض حين نريد تغييراً عند شخص ما أن نبدأه من عندنا لا من عندهم ، إذ كيف أعطي الذي أفتقده ، وكيف أطلب من الآخر ما لا أؤمن به حقيقة ، أن الخطوة الأولى في أسرار النجاح بالحياة تكمن في التعرف على عادات الاتصال السيئة وإبدالها بالجيدة والعمل بها . في وسع أي منا أن
يعمل وفق ذلك ، أن يتعلم كيف يتحكم بالمشاعر والتوقعات بحيث يحفظ استقامته في الحياة ويدفع الآخرين إلى احترامه ، لهذا إذا أحسست في نفسك بأنك تريد أن :

- تطور أسلوبك الشخصي
- تنظم حياتك العاطفية والاجتماعية
- تعرف نقاط ضعفك
- تحسن تصرفك
- تنشئ علاقات اجتماعية رائدة
- تتعلم التفويض
- تكون مخلصاً ومدركاً و...
اعلم بأن مفتاح النجاح في هذه المسائل هو الحياة تعيشها بحماسة ، كيف ؟

- هذا ما يحاول كتاب " تميز وتواصل بنجاح " أن يقدمه، عبر خطواته المنهجية بالأسلوب الاستفهامي أولاً كتساؤله مثلاً

- كيف يكون الوقار؟
- كيف تكون المثابرة ؟
- كيف ترفع المعنويات ؟
- كيف تستمتع بحياتك ، وتحافظ على سر حيويتك ؟
- كيف تخالق الناس ؟
- كيف يكون فرض الاحترام وكيف تكسبه من الآخرين ؟
- كيف – وهذا هو الأهم – تحل مشاكلك وتنشط ذهنك وتريد ما تكونه ؟
وبالأسلوب التقريري ثانياً كدعوته الراغبين إلى أن :

- ينخرطوا في الحياة مع آخرين
- يحولوا خيبات أملهم إلى قوة دفع
- يتمتعوا بوقائع الحياة لا بمكافأتها فقط
- يواجهوا أمراً أكبر منهم حتى تصغر أمامهم الصعاب .
صحيح أن اللياقات الصغيرة باتت مهجورة مثل تقاليد حلوة كثيرة ، ولكن مع ذلك تبقى سلوكاً له قيمته كمعدن نادر ، ومن هنا تأتي أهمية كتابنا هذا بطروحاته القيمة ، إذ يجهد في تقديم أساليب العمل الرائدة في بناء الشخصية أولاً ، وفي تنظيم الاتصال مع الآخرين سواء كانوا عاملين في التربية أو الإعلام أو العمل الاجتماعي أو العلاقات العامة أو في غيرها من الحقول القيادية .

الكتاب ليس عنواناً آخر يضاف إلى جملة الكتب العربية التي صدرت في هذا المضمار، بقدر ما هو خلاصة تجارب وأبحاث ودراسات عني بها كاتبه في حلة منهجية مميزة على ضوء أبحاثه الأكاديمية في علم الاجتماع والنفس والإعلام ، فمن ناحية الأسلوب يتسم ببساطة التعبير ، يمكن لأي قارئ تناوله دون جهد وإمعان في التفكير . ومعطياته العلمية – من ناحية ثانية – موثقة بناء على استطلاعات رأي أجريت في أكثر من بلد . وأقواله وحكمه – هي الأخرى – مسندة إلى رواد العمل الإنساني والعلمي الذين دخلوا التاريخ من أبواب كفاحهم وجهودهم البناءة .

يبدو الكتاب مميزاً ليس باسمه فقط وانما أيضاً بما يقدمه 
لهذا فهو جدير بأن يقرأ