مواضيع أخرى
مقالات
يوم الخميس, 21 تشرين ثاني 2024
04-03-2017
في العلاقات..... انتبه لعامل الثقة !
ثمة قاعدة تواصلية في العلاقات الاجتماعية تفيد بأنه: اذا كانت علاقاتك ببعض الأشخاص قد شابها سوء تفاهم فلا تتوقف عن الاستمرار ببناء علاقات أخرى مع أناس أخرين. فإذا كنت قد أؤذيت في الماضي من أحدهم جراء تصرف مزعج أو موقف مهين، فلا تجعل ذلك يعطيك حكماً سلبياً ويحدد علاقاتك مع الناس .. فمعظم الأوقات حينما نعتقد بأن من نتعامل معهم جيدون فمن شأنه أن ينتج علاقة طيبة وهكذا بالنسبة لآخرون قد نتعرف إليهم لاحقا. وتذكر أنه لا يمكن أن تصل إلى فهم الأخرين جيداً إن كنت تركز أكثر الوقت على ذاتك.. هناك فرق كبير بين المعرفة والفهم: بإمكانك أن تعرف كثيراً عن شيء ما ولكن قد لا تفهمه كلية. فقد أكد أحد الباحثين في شؤون العلاقات الزوجية أن سر نجاح زواج شريكين إنما يعود لنظرة كل شريك نحو الآخر على أنه إنسان إيجابي وجيد أكثر مما يراه الناس الآخرون. وعندما يعتقد أحدهما بأن الآخرين أفضل منه فذلك إشارة الى اضطراب في العلاقة. *الثقة وبناء العلاقة : ثبت أن العلاقة هي الأساس المتين لبناء أيّة علاقة فأعظم إطرأ نسمعه هو عندما يقول لنا أحدهم : إنني أثق بك... أكثر من قوله لنا: أحبك !. فالثقة بدلالاتها حيث: v أشبه بالمصرف الذي لا تعرفه، لكنك أودعته أموالك وائتمنته عليها! v أشبه بعقد التأمين الذي سلمته أمر حياتك، شركتك، فتوقع عليه دون أن تقرأه...لان فيه مصلحتك v أشبه بالحلاّق الذي تخضع لموس حلاقته، فيتولى أمر ذقنك ورقبتك دون أن يربكك ذلك v أشبه بالطفل الصغير الذي ترميه في الهواء ، ويضحك لأنه متيقن بأنك ستتلقاه !
إنها الإطار الأمثل لبناء أية علاقة، فحينما : ü لا تثق بأحد أو تتغير مزاجيا مع زملائك في العمل.... ستجد نفسك وحيداً ü لا تثق بمن يوظفك وتتحدث على الدوام بحق مديرك... سينتهي بك الأمر بأن تبحث عن عمل آخر ü تقضي معظم الوقت تتنقد أصدقائك وتشك بهم... سيأتي يوم تكون فيه بلا أصدقاء ü وإذا وصل الأمر بأن لا تثق بأقرب الناس لديك - زوجتك مثلاً أو شريكك – فقد ينتهي بكما الأمر في المحكمة بداعي الإنفصال.
إن مقدار الثقة عند الناس مرتبط بمدى نظرتنا إليهم ومقارنتها مع أنفسنا، فعندما نكون بمحيط أشخاص يعتبرون أنفسهم أكثر إشراقاً وأهمية مما هم في الواقع فإن من شأن ذلك أن يشعرنا بدونية إزائهم أو بثقة أقل تجاه أنفسنا.. ومثل هذا الشعور قد يؤثر فينا إن لم نكن على قدر من الثقة بذاتنا فنتأذى من جراء ذلك والسبب هو اعتقادنا بأن الاخرين أفضل منا، مثال: عندما تقدم المرأة نفسها إلى رجل أكثر انجذاباً من غيره فإنما تعتبره كذلك لأنها تعاني قلة ثقة بذاتها أكثر من امرأة أخرى لم تشعر أو تتأذى مسبقاً بأي شئ ...وكذلك الحال عندم يتقدم رجل من امرأة وتصده تكون المشكلة ليس في أنه أقل ثقة بذاته بل لأنه غير جذاب بما فيه الكفاية بالنسبة لها، لهذا السبب يقع البنات في غرام شباب أكثر وسامة وبعد حين تأخذ المشاكل بالظهور... وبناء على هذا المبدأ ينجح كثيرون في مواعدة فتيات ويقع كثيرات في العلاقة اعتقاداً منهن بأن الظروف كانت ملائمة للتعارف بينما في حقيقة الأمر ليس لأن الظروف كانت مناسبة بل لأنهن يفتقدن شيئا في أعماقهن ويبحثن عنه وغالباً ما تكون الثقة المهزوزة هي الدافع.
|