أعلم أن البعض سيجد هذا الكتاب صادماً ومنهم من سيجده ضرورياً ومنهم من سيقول أن هذا ليس وقت البلبلة وتشتيت الفكر والجهد ولكن حسبى أننى أبحث عن الحقيقة مهما بدت مُرة والحكمة مهما كانت صعبة المنال. ولا أخفيكم سرا، إننى ترددت في بعض الأوقات عندما حاولت أن أُوازن بين النفع المرجو لذلك الكتاب وضرره المتوقع ونصحنى بعض الأصدقاء المخلصين بالتمهل حتى لا يثير البلبلة في عصر غلبت عليه الفتنة وأصاب أمتنا فيه الهوان، إلا إننى تمهلت كثيراً ثم إستخرت الله واستعنت بحوله وقوته وشجعنى على ذلك بعض الأصدقاء المخلصين أيضا والذين نصحونى بأهمية مثل ذلك الكتاب وأنه محاولة لعلاج ومحاربة ذلك الهوان والفتن التي أصابتنا من الداخل والخارج. فإن أحسنت، فمنه والحمد لله وحده، وإن أسأت فمنى والمغفرة منه وحده وهو حسبنا وإليه المصير.