مواضيع أخرى
قائمة المنشورات
يوم الخميس, 7 تشرين ثاني 2024
الوسطية في القرآن الكريم
إن من نعمة الله على هذه الأمة وتشريفه لها أن جعلها أمة وسطاً خياراً عدولاً فقال في كتابه العزيز } وكذلك جَعَلنـاكم أمَّـةً وسطاً { .
فهي خير الأمم التي أخرجت للناس ، واصطفى لها رسولاً من خيارها وأوسطها نسباً ومكانةً فبعثه فيها نبياً، وأنزل عليها أشرف كتبه وجعله مهيمناً على الكتب قبله . ولكن بعد انتقال الرسول عليه الصلاة والسلام إلى جوار ربـّه ، ومُضي عهد الخلافة الراشدة ، بدأ في عهد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ظهور التفـرّق والاختلاف وتوالى ظهور البدع وتكـوّنتَ الفرق . وتوارثت الأجيال كثيراً من الانحرافات العقدية والسلوكية . وابتعدت عن منهج الاعتدال والتوسط الذي رسمه القرآن الكريم . والمتدبّر في الواقع الذي تعيشه الأمة اليوم يرى فرقاً شاسعاً في أهدافها واختلافاً في منطلقاتها وغاياتها ، يرى الإفراط والتفريط ، والغلو والجفاء ، والإسراف والتقتير. ووسط هذا الواقع المؤلم والاضطراب المهلك تشتد الحاجة إلى إرشاد الأمة إلى الصراط المستقيم والمنهج الوسط القويم لإنقاذها من كبوتها ، وتذكير الدعاة والمصلحين بالمنهج الحق والطريق البيّن الواضح . ولقد تأمل الكاتب طويلاً قضيّـة الغلو والجفاء والإفراط والتفريط ، فأيقن أن الأمة بأمس الحاجة إلى منهج الوسطيّة مُنقذاً لها من هذا الانحراف الذي جلب عليها الرزايا والمصائب والنكبات . ووجد أن القرآن الكريم قد رسم لنا هذا المنهج في جميع جوانبه أصولاً وفروعاً وعقيدة وعبادة وخلقاً وسلوكاً وتصوراً وعملاً . فكان هذا الإصدارليبيِّـن للقارئ تقرير القرآن لمنهج الوسطيّة. إقتراحاتنا
|